للمصاحف المخطوطة خصوصية تنفرد بها عن غيرها من المخطوطات، ولا نتحدث ها هنا عن الخصوصية العقدية والفقهية، وما يلزم المصحف من الاحترام والتقديس الذي لا نجده في باقي المخطوطات، بل التميّز والاختصاص في المنهجية العلمية التي نتعامل بها معه، سواء من حيث دراسة هذه المخطوطات أو فهرستها. أوّل ما يميِّز المصاحف المخطوطة عن مجموع المخطوطات أنّ النظر فيها هو إجراء منهجي لازم في كثير من العلوم المتعلقة بها، فهي المورد الأوّل أو على الأقلّ الأهمّ لهذه العلوم، وهي لا تمثل معلومات ومسائل مدوَّنة، بل أدلة ومواردة ومصادر المسائل والمباحث لمختلف العلوم المتعلقة بها. وانطلاقا من هذا التميّز، يحاول الباحث في هذه المداخلة الوقوف على خصوصيات المصاحف المخطوطة، يعرضها ويبيّن وجه تميّزها عن المخطوط عموما. وقد انتظمت هذه المداخلة في مقدمة للتعريف بالموضوع، وخاتمة لعرض النتائج والتوصيات، وثلاثة مطالب، الأوّل خصَّه لبيان أهمية دراسة المصاحف المخطوطة، والثاني للحديث عن منهجية دراسة المصاحف المخطوطة والتمييز بينها وبين تحقيق المخطوطات، والثالث للحديث عن منهجية فهرسة المصاحف المخطوطة، والمطلب الرابع عبارة عن دراسة تطبيقية نموذجية لمصحف مخطوط. وقد ألحق الباحث بالمداخلة ملحقات وضع فيها صورا توضيحية للمصحف المخطوط محلّ الدراسة.